السعادة في الحياة:
إن السعادة عند الانسان نسبية و مختلفة باختلاف طبائع الناس،ولكن يمكن حصرها في تلاتة أبعاد الحياة السعيدة مطلب كل إنسان و طموحه الحقيقي و اليها يسعى و من أجلها يكد و يقرع الأبواب ويسلك الأسباب و يستهين بالصعاب.
ولاتزال السعادة للإنسان هي مصيره ادا طال عمره أو دى أجله، تكون السعادة أعز مطلوب و أغلى مرغوب تستشرف النفوس مهما شاحنات ، فالإنسان في متل هده الأحوال أو الدروب التي تمشي فيها الحياة يشبه هدا الإنسان الحارة الساعي بطبعه في تحصيل منافعه كتير الهم ، تقيل العبء يطليهم ما يحادره، و ليس عيبا في الإنسان أن يطلب السعادة شروط أو يحرص على اسبابها، فالقول في الحديث النبوي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ص " المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف و في كل خير"1مجلة إن سر السعادة يأتي من أعماق الإنسان، ونظرته تجاه الأمور؛ لذلك قد نجد أغنى الناس تعيسًا يشكو الاكتئاب والضجر، ونجد أفقرهم يحمد الله ويبتسم من أعماقه.. فالسر في قناعة الإنسان فيما بين يديه، ودرجة إيمانه. والسعادة معدية تنتقل طاقتها سريعًا وبشكل ملحوظ، فكما يقولُ المثل: "جاورِ السعيدَ تسعد". فالصحبة الصالحة الإيجابية أحد أهم أسباب السعادة. ستكون سعيدًا متى قررت ذلك، فمجرد حزنك على أي شيء، أو ندمك على آخر والوقوف على أطلال الخيبة لن يغير من الواقع شيئًا إلا أن يزيد الأمر تعقيدًا وسوءًا.. فمهما حدث لك أحمد الله، وتذكر نعمه التي بين يديك، وأشكره عليها فبالشكر تدوم النعم كما قال تعالى "لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ"، ولا تنسوا الاستغفار ففيه رزق عظيم من غيث ومال وأولاد وراحة نفسية، كما قال تعالى "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا".
وبعد الصلاة على سيدنا محمد كل يوم ففيها قضاء للحاجات، وشفاعة يوم لا ينفع مال أو بنون. وفي حديث أبي بن كعب تأكيد على ذلك إذ قال: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي، فَقَالَ: مَا شِئْت، قُلْتُ: الرُّبُعَ، قَالَ: مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، قُلْتُ: النِّصْفَ، قَالَ: مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَك، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ، قَالَ: مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَك، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا، قَالَ: إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُكفّرُ لَكَ ذَنْبُكَ). فالقرب من الله هو سر السعادة، وأقصر طريق للوصول إليها على عكس البعد عنه.
قال تعالى: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى". فالقرب من الله راحة وسكينة، ومحصلةُ البعد عنه ضنك وأرواحٌ سقيمة. وفي الآية أدناه إشارة لسببين من أسباب الرضى المؤديان للسعادة هما الصبر والتسبيح قبل طلوع الشمس وغروبها. "فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ". وفي قوله تعالى: "وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًاا".
أمر بالصبر، وإشارة أخرى لأهميته، ووجوب التحلي به في التعامل مع أذى الناس، مع هجرهم الهجر الجميل المتسم بالأخلاق في حالة رؤية الأذى منهم، أو السوء. وتعوّد اللسان على الذكر، وبقاؤه رطبًا به يجعله سليمًا معافى من القيل والقال، ولغو الكلام، ويورث ذلك صاحبه بياضًا وصحة في قلبه، ويحفظ ماء وجهه، ويبقي نفسه ونفسيته في دائرة الأمان ،فلا يجعل فراغ الروح يفتك به؛ لأنه يكون قد غذاها بأكثر ما تحتاجه. والسعادة ينال الإنسان حظًا منها بقدر ما يقدمها لغيره، بكلمة طيبة أو ابتسامة أو مواساة أو تقديم أي مساعدة. تذكر دائمًا أنك تستحق السعادة، وأن الله ما خلقك ليعذبك في الحياة، وأن الصعب الذي يعترض طريقك يكون كبوصلة نجاح تهتدي بها للوصول إلى ما تبعت عنه.
https://alhyatalsihaaaljmal.blogspot.com