تابعنا ليصلك كل جديد حياكم الله

مواضيع اجتماعية

مواضيع المجتمعات

طوائف المسلمين




طوائف المسلمين
تعريف الايمان عند بعض الفرق التي خالفت أهل السنة:
قبل ان نتطرق إلى تعريف الإيمان عند أهل الفرق التي خالفت أهل السنة، فقد عرفها " الدكتور عبد اللطيف الجيلاني " في محاضرته تحت عنوان " الموجز في التعريف بأشهر الفرق الإسلامية ".

الفرق لغة : جمع فرقة و هي طائفة من الناس

اصطلاحا  : " الفرقة طائفة من المسلمين اتخذت لنفسها منهجا خاصا في الدين، و كل الفرق على جهل و ضلال عدا الفرقة الناجية التي هي الطائفة المنصورة، الطائفة الوسط المعتدلة، و المنتمون إليها هم أهل الحديث و السنة و الجماع، و هم العدول الثقات الصادقون، السائرون على طريق الاستقامة و الدين، أهل التوحيد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، المتبعون المهتدون المقتدرون، و هم أهل الحق و الصراط المستقيم"

سوف نتناول في هذا المبحث الإيمان عند أهل الفرق التي خالفت أهل السنة، و ذلك من خلال حقلين :
الحقل  الأول : نبذة عن بعض الفرق التي تناولت موضوع الإيمان

الحقل الثاني : مفهوم الإيمان عند تلك الفرق

 الحقل الأول : نبذة عن بعض الفرق التي تناولت موضوع الإيمان
إن النظر إلى المفاهيم نجد أنها تتفرق إلى وجهين لغوي و اصطلاحي، و ذلك ما نجده في مفهوم الفرق التي تناولت الإيمان من خلال إعطاء نبذة مختصرة عن هذه الفرق
أولا: فرقة الخوارج
فكلمة الخوارج في اللغة جمع خارج، و خارجي اسم مشتق من الخروج، و قد أطلق علماء اللغة في تعريفاتهم اللغوية في مادة (خرج) على هذه الطائفة من الناس، معللين ذلك بخروجهم عن الدين أو على الإمام علي، أو لخروجهم على الناس
و جاء في تهذيب اللغة " الخوارج قوم من أهل الآراء و الأهواء لهم مقالة على حدة " أما الخوارج في الاصطلاح: فقد اختلف العلماء في تعريفها الاصطلاحي فقد عرفها " الشهرستاني " رحمه الله " كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجيا، سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين، أم كان بعدهم على التابعين بإحسان و الأئمة في كل زمان " و عرفها " ابن حجر " " الخوارج هم الذين أنكروا على علي التحكيم، و تبرؤوا منه و من عثمان و من ذريته و قاتلوهم، فإن أطلقوا تكفيرهم فهم الغلاة "
إذن من خلال هذه التعاريف يتضح أن المعنى الصحيح لفرقة الخوارج اسم يطلق على تلك الطائفة ذات الاتجاه السياسي و الآراء الخاصة، و هي التي خرجت عن جيش الإمام علي رضي الله عنه
و نشأت الخوارج معروفة و مفصلة في كتب التاريخ، و قد اختلف المؤرخون و علماء الفرق في تحديد بداية نشأتها، و خلاصة ذلك ما يلي :
أن نشأتهم بدأت في عهد النبي صلى الله عليه و سلم
و هناك من قال أنهم نشئوا في عهد عثمان رضي الله عنه
و هناك من قال أنهم  نشئوا في عهد علي رضي الله عنه حيث خرج عليه طلحة و الزبير، كما يزعم بعض علماء الإباضية.
أو حين خرج الخوارج من المحكمة عن جيشه كما هو الراجح
و هناك من قال أنهم ظهروا في عهد نافع بن الأزرق ابتداء من سنة 64 هـ
و القول الراجح أن نشأة الخوارج بدأت في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم، عند قيام ذي الخويصرة – عبد الله ذي الخويصرة التميمي في إحدى الغزوات معترضا على قسمة الرسول صلى الله عليه و سلم للفيء و أنه يعدل – حشاه – في قسمتها
و للخوارج أسماء كثيرة أطلقها عليهم علماء الفرق و المؤرخون، و الخوارج يرضون ببعضها و ينكرون البعض الآخر، و من هذه الأسماء ما يأتي :
الخوارج : و هو أشهر أسمائهم و أكثرها استعمالا، و قد ورد على ألسنة كتاب المقالات و التاريخ و تكاد بقية أسمائهم الأخرى بالنسبة لهذا الاسم تختفي و هو الإسم الذي يشكل جميع فرقهم، و هو اسم يحتمل أن يكون مدحا لهم أو ذما.
فهم يقبلونه على أساس أنه مأخوذ من قول الله عز و جل " و من يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة و من يخرج من بيته مهاجرا إلى الله و رسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله و كان الله غفورا رحيما " و ينفونه إذا أريد به أنهم خارجون عن الدين أو عن الجماعة أو عن علي رضي الله عنه، لأنهم يزعمون أن خروجهم على علي رضي الله عنه كان أمرا مشروعا بل هو الخارج عليهم في نظرهم
الحرورية : نسبة إلى المكان الذي خرج فيه أسلافهم عن علي، و هو قرب الكوفة، يقول الأشعري مبينا سبب تسميتهم بالحرورية " و الذي سمو له حرورية نزولهم بحرو راء في أول أمرهم "
الشراة : نسبة إلى الشراء الذي ذكره الله بقوله تعالى : " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله "
المارقة : و أما (هذه) التسمية فهي من خصوم الخوارج لتنطبق عليهم أحاديث المروق الواردة في (الصحيحين) في مروقهم من الدين كمروق السهم من الرمية
المُحَكِّمَة : هم الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه حيث جرى أمر الحكمين و اجتمعوا بحرو راء من ناحية الكوفة، يومئذ في أثنى عشر ألف رجل أهل صلاة و صيام يعني يوم النهروان  
إذن من خلال ما سبق يتضح أن الخوارج فرقة كبيرة من الفرق الإعتقادية، و تمثل حركة تورية عنيفة في تاريخ الإسلام شغلت الدولة الإسلامية فقترة طويلة من الزمان، بل و يزال لهم وجودهم القوي إلى اليوم.
و قد بسطوا نفوذهم السياسي على بقاع واسعة من الدولة الإسلامية في المشرق و في المغرب العربي، و لا تزال لهم ثقافتهم المتمثلة في المذهب الإباضي و المنتشر في تلك المناطق... و لا يخفى كذلك أن بعض أفكار الخوارج المتعلقة بتكفير العصاة لا يزال لها ابتعاع حتى وقتنا الحاضر.
ثانيا : فرقة المعتزلة
الاعتزال لغة معناه الانفصال و التنحي، و اعتزلت القوم أي فارقتهم و تنحيت عنهم، و المعتزلة هو المنفصلون هذا في اللغة
أما في الاصطلاح : فهي فرقة عقلانية كلامية فلسفية تتكون من طوائف من أهل الكلام الذين خلطوا بين الشرعيات و الفلسفة و العقليات في كثير من مسائل العقيدة، و قد خرجت المعتزلة عن السنة و الجماعة في مصادر التلقي و مناهج الاستدلال، و منهج تقرير العقيدة و في أصول الاعتقاد. و تجمعهم غالبا الأصول الخمسة :
المنزلة بين المنزلين
التوحيد
الوعد و الوعيد
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
إذن فالمعتزلة فرقة إسلامية تنتسب إلى واصل بن عطاء الغزال تميزت بتقديم العقل على النقل و بالأصول الخمسة التي تعتبر قاسما مشتركا بين جميع فرقها
و سميت المعتزلة بهذا الاسم لاعتزال واصل بن عطاء المتوفي سنة (131م) و عمرو بن عبيد المتوفي سنة (142م)، مجلس الحسن البصري المتوفي سنة (110م) تقريبا، بعد أن نازعه واصل في مسألة مرتكب الكبيرة، حين سئل عنها الحسن البصري فانبرى واصل، فقال : أنا أقول بأنه، لا مؤمن و لا كافر إنما هو في المنزلة بين المنزلين. فاختلف في ذلك مع الحسن، فاعتزل مجلس الحسن (درسه) و انظم إليه عمرو بن عبيد و انحاز إليهما طائفة من الناس، و عقدوا حلقة في ناحية المسجد، فسموا معتزلة و هذا هو الراجح.
و قيل : سموا المعتزلة : لأنهم اعتزلوا جماعة المسلمين و أئمتهم و خالفهم و هذا حق.
و يمكن الجمع بين القولين، إذن إن المعتزلة حينما اعتزلوا مجلس الحسن فعلا بسبب هذه المقولة إنما فعلوا ذلك لأنهم خالفوا جماعة المسلمين بعقائدهم هذه فاعتزلوهم معنى و حسا
و نشأ مذهب المعتزلة في مصطلح القرن الثاني الهجري، قيل سنة (110هـ) تقريبا، لأن مبدأ المعتزلة من قصة واصل بن عطاء مع الحسن البصري المتوفى سنة (110هـ) تقريبا، و أصول نشأة المعتزلة لها ثلاث شعب، و كل شعبة تمثل مرحلة على النحو التالي :
المرحلة الأولى : الجانب القدري
المرحلة الثانية : ما أنشأه المعتزلة من مبادئ جديدة مبتدعة حول حكم مرتكب الكبيرة
المرحلة الثالثة : الجانب المتعلق بالصفات و السمعيات    
ومن ألقابهم:
المعتزلة : لما سبق ذكره من اعتزالهم مجلس الحسن البصري، واعتزالهم جماعة المسلمين بعقائدهم الضالة
الجهمية : لأنهم وافقوا جهما في كثير من أصوله في التعطيل وغيره، ولأن السلف صاروا يطلقون وصف الجهمية على كل من سلك منهج النفي والتعطيل والتأويل في الصفات والسمعيات ونحوها.
أهل الكلام : لأن أسسهم التي بنوا عليها مقالاتهم كلامية لا أصل لها من الشرع
الوعيدية : لأنهم يقولون بتخليد مرتكب الكبيرة في النار إذا مات مصرا عليها
القدرية : لأنهم ينكرون القدر، ويزعمون أن الإنسان مقدر أفعاله، وأن الله لم يقدر أفعال العباد أو بعضها
وفرق المعتزلة كثيرة نذكر منها:
الواصلية : وهم أصحاب أبي حذيفة وأهل ابن عطاء الغزَّال الألثغ كان تلميذ الحسن البصري يقرأ عليه العلوم والأخبار، وكان في أيام عبد الملك بن مروان
الهندلية : هم أصحاب أبي الهذيل، حمدان بن الهذيل العلاف ، شيخ المعتزلة ومقدم الطائفة، ومقرر الطريقة، والمناظر عليها .
وأخيرا نستنتج أن المذهب المعتزلي مازال موجودا حيا في الصدور ومكتوبا في السطور، ومازالت فرق عديدة تتبناه، إلا أن الأمة الإسلامية أجمعت على أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة فكل ما لم يبين من العقائد في عصر النبوة فلا حاجة لإعتقاده، ولا الخوض فيه والجدال، والمراد سواء كان إلى معرفته سبيل أولا، وسواء كان حقا أولا، وخصوصا متى أدى الخوض فيه إلى التفرق المنهي عنه فيكون في إيجابه إيجابا ما لم ينص على وجوبه ولهذا كله يجب التمسك بهذا الأصل العظيم والحفاظ به على ديننا الحنيف.
ثالثا : فرقة الشيعة
فالشيعة لغة هي فرقة من الناس، كقوله تعالى " إن الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا لست منهم في شيء "
قال الأزهري " الشيعة أنصار الرجل و أتباعه و كل قوم اجتمعوا على أمرهم فهم شيعة"
و عرفها ابن منظور " تطلق الشيعة في الأصل على من تول عليا و بنيه و أقر بإمامتهم"
أما اصطلاحا : فتعريف الشيعة مرتبط أساسا بأطوار نشأتهم، و مراحل التطور العقدي لهم، ذلك أن من الملحوظ أن عقائد الشيعة و أفكارها في تغيير و تطور مستمر، فالتشيع في العصر الأول غير التشيع فيما بعده، و لهذا كان في الصدر الأول لا يسمى شيعيا إلا من قدم علي على عثمان و لذلك قيل :
شيعي و عثماني، فالشيعي من قدم علي على عثمان فعلى هذا يكون التعريف للشيعة في هذا الصدر.
إذن من خلال التعريف اللغوي و الاصطلاحي يتضح أن الشيعة تتغير أفكارهم و اعتقاداتهم بتغير الزمان و المكان .
إن الشيعة بأصولها و معتقداتها تولد فجأة، بل مرت بمراحل كثيرة... و لا شك أن التتبع التاريخي و الفكري للمراحل و الأطوار التي مر بها التشيع يحتاج إلى بحث مستقل، فالشيع قديم و له قبل رسالة النبي صلى الله عليه و سلم، و أنه ما من نبي إلا وقد عرض عليه الإمامة بولاية علي... و قد وضع الشيعة أساطير كثيرة لإتباث هذا الشأن، و من ذلك ما جاء في أصول الكافي قال : " ولاية علي مكتوبة في جميع صحف الأنبياء، و لن يبعث الله رسولا إلا بنبوة محمد صلى الله عليه و سلم و وصية علي عليه السلام"
و انقسمت الشيعة إلى فروق كثيرة إن اختلفت مذاهبهم و تباينت مشاربهم فبعضها جنح إلى الغلو و الضلال، و بعضهما الآخر التزم جانب القص و الاعتزال.
لقد ذكرت لنا كتب التاريخ بعض الفرق الشيعية التي زالت، و من مثل هذه الفرق :
الزيدية : و قد تضمنت الزيدية أيضا في بدايتها عدة فرق و تيارات كلها انقرضت. و من هذه الفرق الصالحية
الإيمانية : و تفرعت إلى :
الإثنا عشرية : و هو غالبية الشيعة الموجودين في زماننا، و فيها ثلاث مدارس فكرية:
الأصولية
الإخبارية
الشيخية
السلوكيين
العلويون : أو طائفة من المسلمين الشيعة الإمامية عقيدتهم هي نفس العقيدة الإمامية الجعفرية و لهم نفس التسلسل الأئمة الإثنا عشر و تقول المصادر أنهم قد افترقوا عن الإثنا عشرية ما بعد الإمام العاشر علي الهادي و يقال الإمام الحادي عشر الحسن العسكري ولكن العلويون أنفسهم يؤكدون أن لهم نفس التسلسل أئمة الإثنا عشرية.
الإسماعيلية : و انقسمت الإسماعيلية عبر تاريخها ما يلي :
الدوز
التزارية
بهرة الداودية
بهرة السليمانية
و خلاصة القول أن هذه الفرق لا تزال إلى عصرنا هذا تتطور و تزيد، و ينشأ عنها مذاهب أخرى، و تنشق عنها أفكار جديدة منبثقة عن أصل الفكرة، و لم يتبقى على الحق إلا " أهل السنة و الجماعة " في كل زمان و مكان هم على الحق إلى أن تقوم الساعة : كما قال : صلى الله عليه و سلم]  لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله و هم كذلك [ 
الحقل التاني : مفهوم الإيمان عند تلك الفرق
نجد أهل السنة قد اختلفوا في تعريفهم للإيمان، حيث تم وصف هذا الاختلاف بأنه " اختلاف صوري " .
فالشافعي و مالك و أحمد و آخرون من أهل الحديث، و أيضا جماعة من المتكلمين و المدينة، إذ ذهبوا في قولهم بأن الإيمان : " أنه تصديق بالجنان ، و إقرار باللسان و عمل بالأركان. و ذهب كثير من أصحابنا - أهل السنة و الجماعة – إلى ما ذكره الطحاوي رحمه الله : أنه الإقرار باللسان، و التصديق بالجنان، و منه من يقول إن الإقرار باللسان ركن زائد ليس بأصلي و إلى هذا ذهب أبو المنصور الماتريدي رحمه الله "
الاختلاف الصوري للإيمان لا يغير شيء من عقائد المسلمين، و لكن الاختلاف الخطير و المتضارب للإيمان هو الذي نجده عند بعض الفرق المنتسبة للإسلام، ( الفرق الضالة ) و من بين هذه التعاريف نجد : أن الخوارج و المعتزلة ذهب مذهب أهل السنة و الجماعة في تعريف الإيمان من حيث أنه شامل للأعمال و الأقوال و الاعتقادات، إلا أنهم فارقوا أهل السنة و الجماعة بقولهم أن الإيمان كل واحد لا يتجزأ إذ بعضه ذهب كله، و أنه لا يقبل التبعض
و عرفته أيضا فرقة الحرورية و هي فرقة من الخوارج يقولها " أن الإيمان هو أن تعبد الله بالخوف وحده، حيث قبل. و من عبده بالخوف و هو حروري
و ذهبت الكرامية إلى ان الإيمان هو الإقرار باللسان فقط فالمنافقون عندهم مؤمنون كاملوا الإيمان... و ذهب الجهم بن صفوان و أبو الحسن الصالحي أحد رؤساء القدرية إلى أن الإيمان هو المعرفة بالقلب،... فإن لازمة أن فرعون و قومه كانوا مؤمنون. فإنهم عرفوا صدق موسى و هارون عليهما السلام و لم يؤمنوا بهما.
لهذا قال موسى لفرعون : " قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات و الأرض و بصائر" بل إبليس عند الجهم مؤمنا كامل الإيمان، فإنه لم يجهل ربه بل عارف به
﴿ قال ربي فأنظرني إلى يوم يبعثون ﴾ و ذهب الخوارج كذلك " إلى أن الإيمان هو الطاعة بأسرها فرطا كانت أو نفلا "
أما بالنسبة للمعتزلة البصرية ذهب أكثرهم " إلى أنه الطاعات المفترضة من الأفعال و التروك دون النوافل " .
أما باقي المعتزلة فقد تم التطرق إلى قوله سلفا، غير أن الفارق بينهم في شرط الأعمال و بين السلف الصالح، هو أن السلف " جعلوا الأعمال شرطا في الكمال، و المعتزلة جعلوها شرطا في الصحة "
هذا كله يؤكد على أن هذه التعاريف للإيمان خطيرة و متضاربة، إذ يقول الإمام الطحاوي بعض هذه الأقوال بقوله " و لا يخرج العبد من الإيمان إلا يحجودها أدخله فيه " زد على ذلك أنه قال : " يشير الشيخ إلى الرد على الخوارج و المعتزلة في قوله يخروجه من الإيمان بارتكاب الكبيرة و فيه تقرير لما قال أولا : ( لا نكفر أحد من أهل القبلة ما لم يستحله )"
أما الشيعة فهي أيضا اختلفت في تعريفها للإيمان عن الفرق الأخرى اختلاف خطير و كبير، حيث أدخلت الإثناعشرية على الإيمان بالأئمة الإثناعشرية في مسمى الإيمان، بل جعلوه الإيمان بعينه، و يقولون : " أن التواب في الآخرة ليس على الإسلام إنما هو على الإيمان "
و لهذا يقول المطهر بن الحلي ( إن مسألة الإمامة – إمامة الإثناعشر- هي أحد أركان الإيمان المستحق بسبب الخلود في الجنان و التخلص من غضب الرحمان)
و يقول أيضا محمد جواد العاملي " الإيمان عندنا إنما يتحقق بالاعتراف بإمامة الأئمة الإثناعشر عليهم السلام، إلا من مات في عهد أحدهم فلا يشترط في إيمانه إلا معرفة إيمان زمانه و من قبل "
و من خلال كل ما تقدم فإن الله عز و جل لم يرتب دخول الجنان بالإيمان بالأئمة الإثناعشر، ولم يرد ذكرهم في القرآن والسنة ولا حتى إشارة إلى ذكرهم فضلا على الإيمان بهم، فإنهم أكثر من ذكرهم في كتاب الله دسا وتعريفا، ونسجوا من الأساطير عن أئمتهم روايات كثيرة في الإيمان بهم وتعظيمهم، والحث على العناية بهم.
وقد أحدثت الشيعة شهادة ثالثة، فلا يكمل الإيمان حتى يشهد المسلم بأن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله، وأن علي ولي الله، ولذا تراهم يرددون في أذانهم ويلقون موتاهم شهادة بأن عليا ولي الله.
وعد الله المؤمنين المتقين بالجنة وتواعد الكافرين بالنار، ورتب على الطاعات قولية كانت أم عملية أجورا ثوابا وفضلا من عنده. أما الشيعة الإمامية كعادتها أحدثت ورتبت على بعض الأعمال أجورا لم ينزل الله بها من سلطان.
إذن من خلال ما تقدم نجد أن نظرة الشيعة الإمامية للإيمان ومخالفتهم للأهل السنة والجماعة فهم يرون أن أهل السنة كفار في نظرهم وإن اتقوا ونفوا ذلك عنهم وعن أئمتهم فهذا ثابت في حقهم.
 ومنه فكل الاختلاف الحاصل في مفهوم الإيمان عند الفرق المنتسبة للإسلام، إذا تم إتباع العقل والمنطق فتجده أن كل الزوائد التي تدخل في مفهوم الإيمان لم تكن ثابتة لا في الكتاب ولا السنة، ولا كتب علماء الإسلام الصحيحة التي لم تتعرض إلى التزوير والتحريف.
إذن فالإيمان هو: "ما عقد عليه القلب وصدقه اللسان و عملت به الجوارح والأركان".
المبحث الثاني : الإيمان و علاقته بالإسلام
الإيمان في الإسلام حسب عقيدة أهل السنة هو رابط مهم للمسلمين فكل مؤمن هو مسلم و ليس كل مسلم هو مؤمن، و الإيمان و الإسلام لفظتان مترادفتان من بين الألفاظ التي إذا جمع بينهما في الذكر فرق بينهما في المعنى.
و المعروف أن أركان الإيمان ستة، لقول النبي صلى الله عليه و سلم " الإيمان ان تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و تؤمن بالقدر خيره و شره "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأقسام

Translate