تابعنا ليصلك كل جديد حياكم الله

مواضيع اجتماعية

مواضيع المجتمعات

‏إظهار الرسائل ذات التسميات أركان الإيمان. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أركان الإيمان. إظهار كافة الرسائل

اركان الايمان



 أركان الإيمان و علاقته بالإسلام :
الإيمان في الإسلام حسب عقيدة أهل السنة هو رابط مهم للمسلمين فكل مؤمن هو مسلم و ليس كل مسلم هو مؤمن، و الإيمان و الإسلام لفظتان مترادفتان من بين الألفاظ التي إذا جمع بينهما في الذكر فرق بينهما في المعنى.
و المعروف أن أركان الإيمان ستة، لقول النبي صلى الله عليه و سلم " الإيمان ان تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و تؤمن بالقدر خيره و شره "
و هذا ما صوف يتم التطرق إليه في هذا المبحث و ذلك من خلال مطلبين:
 الأولا: أركان الإيمان
 الثانيا : علاقة الإيمان بالإسلام
1 أركان الإيمان :الأركان جمع ركن، و ركن الشيء جانبه الأقوى، و كما أن كل بناء لا يقوم إلا على أسس قوية ثابتة، كذلك فإن هذا الدين لا يقوم إلا على تلك الأركان، و لا يدخل المسلم في الإسلام إلا إذا صدق بها تصديقا جازما.
و الإيمان كما سبق الذكر في اللغة هو التصديق الجازم و شرعا هو التصديق بالقلب و الإقرار باللسان، و العمل بالأركان.
وق د ذكر الله سبحانه و تعالى أركان الإيمان في أول سورة البقرة، و وسطها، و آخرها قال جل و علا في كتابه الكريم في أول سورة البقرة " الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون " و قال سبحانه و تعالى " و الذين يؤمنون بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك و بالآخرة هم يوقنون " وقال سبحانه في أواسط سورة البقرة " ولكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتاب و النبيين " ثم قال جل في علاه في آخر سورة البقرة " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه و المؤمنون كل آمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله لا نفرق بين أحد من رسله و قالوا سمعنا و أطعنا غفرانك ربنا و إليك المصير" و المعروف لدينا في قول الرسول صلى الله عليه و سلم لما سئل عن الإيمان :
"... أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و تؤمن بالقدر خيره و شره..."
و من خلال هذا الحديث يتضح أن أركان الإيمان ستة و هي :
1- الإيمان بالله :
إن الإيمان بالله عز وجل: هو أهم أصول الإيمان، و أعظمها شأنا، و أعلاها قدرا، بل هو أصل أصول الإيمان، و أساس بنائه، و قوام أمره، و بقية الأصول متفرعة منه، راجعة إليه، مبنية عليه.
و الإيمان بالله عز وجل هو الإيمان بوحدانيته سبحانه في ربوبيته و ألوهيته و أسمائه و صفاته، فهذه أصول ثلاثة يقوم عليها الإيمان بالله، بل إن الدين الإسلامي الحنيف إنما سمي توحيدا لأن مبناه على أن الله واحد في ملكه و أفعاله لا شريك له، وواحد في ذاته و أسمائه و صفاته لا نظير له، وواحد في ألوهيته و عبادته لا ندًّ له.
قال تعالى : " يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم و الذين من قبلكم لعلكم تتقون(21) الذي جعل لكم الأرض فراشا و السماء بناءً و أنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقا لكم" .
و قال تعالى :" قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير"
يتضح أن الإيمان بالله هو التصديق التام و الاعتقاد الراسخ الذي لا ريب فيه و لا تردد معه بوجود الله تعالى، و أنه متصف بكل كمال و منزه عن كل نقص، منفرد بالخلق و التدبير و التصرف، و منزه عن المماثلة في الذات و الصفات و الأفعال و عن المشاركة في العزة و السلطان، قديم لا أول له، باق لا آخر له، لا خالق غيره و لا مدبر سواه، و لا تخضع القلوب و تتجه إلا إليه سبحانه، يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور.
الإيمان بالله :
2- الملائكة : جمع ملك. أخد من (الألوك) و هي : الرسالة.
و هم : خلق من مخلوقات الله، لهم أجسام نورانية لطيفة قادرة على التشكل و التمثل و التصور بالصور الكريمة، و لهم قوى عظيمة، و قدرة كبيرة على التنقل، و هم خلق كثير لا يعلم عددهم إلا الله قال تعالى " و ما يعلم جنود ربك إلا هو" قد اختارهم الله و اصطفاهم لعبادته و القيام بأمر، فلا يعصون الله ما أمرهم، و يفعلون ما يؤمرون.
و المادة التي خلق الله منها الملائكة هي " النور" فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " خلقت الملائكة من نور و خلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم" .
و قد تضمن الكتاب و السنة الكثير من النصوص المبينة لصفات الملائكة و حقائقها فمن ذلك أنهم موصوفون بالقوة و الشدة، قال تعالى في وصف جبريل عليه السلام " علمه شَدِيدُ القُوَى" و قال في وصفه أيضا : " ذي قوة عند ذي العرش مكين" و هم موصوفون بعظم الأجسام و الخلق. ففي صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها و قد سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن معنى قوله تعلى " ولقد رعاه بالأفق المبين" فقال : " إنما هو جبريل لم أراه على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض" و من صفاتهم أنهم يتفاوتون في الخلق و المقدار فهم ليسوا على درجة واحدة، فمنهم من له جناحان و منهم من لهم ثلاثة، و و منه من له أربعة، و منهم من له ستمائة جناح. قال تعالى " الحمد لله فاطر السماوات و الأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى و ثلاث و رباع يزيد في الخلق ما يشاء"
و من صفاتهم الحسن و الجمال فهم على درجة عالية من ذلك، قال تعالى في حق جبريل عليه السلام " علمه شديد القوى (5) دو مرة فاستوى " قال ابن عباس رشي الله عنهما ( ذو مرة : دو منظر حسن) و من صفاتهم الحياء لقول النبي صلى الله عليه و سلم في حق عثمان رضي الله عنه " ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة "
و من صفاتهم أيضا العلم، قال تعالى في خطابه للملائكة " قال إني أعلم ما لا تعلمون " فأثبت الله عز وجل للملائكة علما و أتبث لنفسه علما لا يعلمونه.
و من هنا فإن الإيمان بالملائكة يتضمن عدة أمور لا بد للعبد من تحقيقها حتى يتحقق له الإيمان بالملائكة و نذكر منها :
الإقرار بوجودهم و التصديق بهم
الإيمان بأنهم خلق كثير جدا لا يعلم عددهم إلا الله
الإقرار لهم بمقاماتهم العظيمة عند ربهم و كرمهم عليه و شرفهم
فهذه جملة ما يجب اعتقاده في حق الملائكة الكرام مما دلت عليه النصوص الشرعية و الله تعلى أعلى و أعلم.
3- الإيمان بالكتب :
فالكتب جمع كتاب، و الكتاب مصدر كتب يكتب كتابا، ثم سمي به المكتوب و الكتاب في الأصل اسم للصحيفة مع المكتوب فيها، كما في قوله تعلى " يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء "
و المراد بالكتب هنا : الكتب و الصحف التي حوت كلام الله تعالى الذي أوحاه إلى رسله عليهم السلام، سواء ما ألقاه مكتوبا كالتوراة، أو أنزله عن طريق الملك مشافهة فكتب بعد ذلك كسائر الكتب.
فكم الإيمان بكتب الله التي أنزل على رسله كلها ركن عظيم من أركان الإيمان و أصل كبير من أصول الدين لا يتحقق الإيمان إلا به. وقد دل على ذلك الكتاب و السنة فمن الكتاب قوله تعالى " يأيها الذين آمنوا آمنوا بالله و رسوله و الكتاب الذي نزل على رسوله و الكتاب الذي أنزل من قبل و من يكفر بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا " فأمر الله عباده المؤمنين في الآية بالدخول في جميع شرائع الإيمان و شعبه و أركانه، فأمرهم بالإيمان بالله و رسوله و هو محمد صلى الله عليه و سلم و الكتاب الذي أنزل على رسوله و هو القرآن الكريم، و الكتاب الذي أنزل من قبل و هو جميع الكتب المتقدمة : كالتوراة و الإنجيل و الزبور، ثم بين في ختام الآية أن من كفر بشيء من أركان الإيمان فقد ضل ضلالا بعيدا و خرج عن قصد السبيل و من أركان الإيمان المذكورة الإيمان بكتب الله قال تعالى " ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق و المغرب و لكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتاب و النبئين "
و لتقرير الإيمان بالكتب كلها أمر الله عباده المؤمنين أن يخاطبوا أهل الكتاب، بقوله تعالى "قولوا آمنا بالله و ما أنزل إلينا و ما أنزل إلى إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و الأسباط و ما أوتي موسى و عيسى و ما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم و نحن له مسلمون"
و أما السنة فقد دلت كذلك على وجوب الإيمان بالكتب، و أن الإيمان بها ركن من أركان الإيمان، دل على ذلك حديث جبريل، و سؤاله النبي صلى الله عليه و سلم عن أركان الإيمان، فذكر النبي صلى الله عليه و سلم في إجابته : الإيمان بالكتب مع بقية أركان الإيمان و قد تم الحديث
و الإيمان بكتب الله يشتمل على عدة جوانب دلت النصوص على وجوب اعتقادها و تقريرها لتحقيق هذا الركن العظيم من أركان الإيمان و هي :
التصديق الجازم بأنها كلها منزلة من الله عز وجل و أنها كلام الله تعالى لا كلام غيره، و أن الله تكلم بها حقيقة كما شاء و على الوجه الذي أراد سبحانه قال تعالى " الله لا إله إلاَّ هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه و أنزل التوراة و الإنجيل من قبل هدى للناس و أنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد و الله عزيز ذو انتقام"
فأخبر الله عز و جل أنه أنزل هذه الكتب المذكورة و هي : التوراة و الإنجيل، و القرآن الكريم من عنده و هذا يدل على أنه هو المتكلم بها و أنها منه بدأت لا من غيره، و لذا توعد في نهاية السياق من كفر بآيات الله بالعذاب الشديد
4- الإيمان بالرسل :
الإيمان برسل الله تعالى واجب من واجبات هذا الدين و ركن من أركان الإيمان. وقد دلت على ذلك الأدلة من الكتاب و السنة.
قال تعالى " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه و المؤمنون كل آمن بالله و ملائكته وكتبه و رسله لا نفرق بين أحد من رسله و قالوا سمعنا و أطعنا غفرانك ربنا و إليك المصير "
فذكر الله تعالى الإيمان بالرسل في جملة ما آمن به الرسول و المؤمنون، من أركان الإيمان و بين أنهم في إيمانهم بالرسل لا يفرقون بينهم فيؤمنوا ببعضهم دون بعض، بل يصدقون بهم جميعا.
و قد بين الله تعالى في كتابه حكم من ترك الإيمان بالرسل فقال تعالى " إن الذين يكفرون بالله و رسوله و لم يفرقو بين أحد منهم أولئك سوف ؤتيهم أجورهم و كان الله غفورا رحيما"
فوصفهم الإيمان بالله و رسله كلهم من غير تفريق بين الرسل في الإيمان ببعضهم دون بعض و إنما يعتقدون أنهم مرسلون من الله تعالى و أما السنة فدلت كذلك على ما دل عليه الكتاب من أن الإيمان بالرسل ركن من أركان الإيمان و قد على ذلك حديث جبريل المتقدم بنصبه في مبحث " الإيمان بالملائكة " و فيه أن النبي صلى الله عليه و سلم أجاب لما سأله جبريل عليه السلام عن الإيمان فقال : " أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر "
فذكر الإيمان بالرسل مع بقية أركان الإيمان الأخرى الواجب على المسلم تحقيقها و اعتقادها.
إذا تحقق الإيمان بالرسل ترى آثاره الطبية و تماره اليانعة على المؤمن فمن ذلك :
العلم برحمة الله تعالى و عنايته بخلقه حيث أرسل إليهم أولئك الرسل الكرام للهداية و الإرشاد.
شكر الله على هذه النعمة الكبرى
محبة الرسل و توقيرهم و الثناء عليهم بما يليق بهم لأنهم رسل الله تعالى و خلاصة عبيده، و لما قاموا به من تبليغ رسالة الله لخلقه و كمال نصحهم لأقوامهم و صبرهم على أداهم
و يجب الإيمان بأن الرسل بشر مخلوقون، ليس لهم من خصائص الربوبية شيء و إنما هم عباد أكرمهم الله بالرسالة، لقوله تعالى " قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم و لكن الله يمن على من يشاء من عباده "
و قال عز وجل " قل لا أقول لكم عند خزائن الله و لا أعلم الغيب و لا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما أوحى إليًّ " و ما يجب اعتقاده أيضا في حق الرسول أنهم منصورون مؤيدون من الله، و أن العاقبة لهم و لأتباعهم قال تعالى : " إنا لننصر رسلنا و الذين آمنوا في الحياة الدنيا و يوم يقوم الأشهاد " كما يجب اعتماد تفاضل الرسل على ما أخبر عز و جل في قوله تعالى " تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله "
الإيمان باليوم الآخر :
يطلق " اليوم الآخر " و يراد به عدة أمور تشمل : إفناء هذا العالم، ثم بعث من كانوا أحياء و ماتوا إلى الحياة مرة أخرى، ثم ما أخبر عنه القرآن الكريم و السنة المطهرة من حشر، وحساب و صحف، و وزن أعمال، و صراط، و حوض، و شفاعة، و تواب في الجنة، و عقاب في النار و العياد بالله.
كما يشمل يوم القيامة : ما يكون بعد الموت من فتنة القبر، و عذابه، أو نعيمه. و قد استغرب الملحدون و أنكروا أصل هذا القرآن و هو بعث الأموات من قبورهم مرة أخرى. و من ثم ذلك القرآن على إمكان البعث بأدلة قاطعة باهرة.
و هذه الأمور التي يطلق عليها " اليوم الآخر "  : أمور سمعية، أي أخبرنا بها الله تعالى في القرآن الكريم، أو في السنة المطهرة، و أمرنا الله تعالى أن نؤمن بها إيمانا جازما. و أن نعقد قلوبنا على التصديق بها، و العمل من أجلها فيجب على كل مؤمن بالله تعالى : الإيمان بكل ما ورد - عن اليوم الآخر – طبقا لما جاء في الكتاب العزيز و السنة النبوية المطهرة دون تزايد و دون نقصان، و دون غلو أو تفريط، و لا تعمق في البحث عن الكيفيات و الحقائق، و عدم قياس تلك الأمور الغيبية على ما نعرفه في حياتنا الدنيا من أمور محسوسة مشاهدة....، إنما على المؤمن أن يصدق و يسلم، و يعتقد، و يؤمن، و أن ينظر في الأدلة الشرعية العقلية، و لا يكلف نفسه ما لا تستطيعه من كيفيات و حقائق
و لقد حفل القرآن الكريم بذكر اليوم الآخر و اهتم بتقريره، و نبه إليه، و أكد وقوعه، و ذلك على ببراهين يقينية. و من بين مظاهر هذا الاهتمام القرآني العظيم باليوم الآخر : أنه يقرن و يربط الإيمان بالله بالإيمان باليوم الآخر في آيات كثيرة نذكر منها :
قوله تعالى " و لكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر "
و قوله تعالى " من آمن بالله و اليوم الآخر و عمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون "
و قال تعالى " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر "
و لقد أكثر القرآن من ذكر اليوم الآخر، حتى أنه لا تكاد تخلو سورة إلا و فيها حديث عن اليوم الآخر و من أسمائه في القرآن الكريم :
القيامة – الساعة – الآخرة – يوم الدين – يوم الحساب – يوم الفتح – يوم التلاق – يوم الجمع – يوم التغابن – يوم الخلود – يوم الخروج – يوم الحسرة – يوم التناد الأزقة – الأزقة – الطامة – الصاخة – الحاقة – الغاشية – الواقعة – القارعة – البعث – النبأ العظيم إلى غير ذلك من الأسماء
و من هنا فالمؤمن بالله و اليوم الآخر عليه أن يصدق بكل ما ذكر في القرآن الكريم و السنة المطهرة من أحوال و وقائع تقع في اليوم الآخر أو تمهد له، لا يزيد عليها و لا ينقص منها، و أن يعتقد و يصدق بكل ما جاء به الوحي من تفصيلات أحوال اليوم الآخر و أن يلتزم بأعلام الله و أعلام رسوله.
الإيمان بالقدر خيره و شره :
5- القدر : مصدر قدرت الشيء أقدره إذا أحطت بمقداره
و القدر في الشرع : هو ما قدره الله تعالى في الأزل، أن يون في خلقه بناء على علمه السابق بذلك.
فالإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان و قد دلت الأدلة من الكتاب و السنة على اتباته و تقريره.
فمن الكتاب قوله تعالى " إنا كل شيء خلقناه بقدر "
و قوله تعالى " و كَان أمر الله قَدَراً مَقْدُوراً "
و قال تعالى " و خلق كل شيء فقدره تقديراً "
و أما السنة فقد دلت كذلك على إتباث القدر في أحاديث كثيرة منها حديث جبريل و سؤاله النبي صلى الله عليه و سلم عن أركان الإيمان فذكر منها " الإيمان بالقدر خيره و شره "
و روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات و الأرض بخمسين ألف سنة و قال : و كان عرشه على الماء.
فيجب على الإنسان المسلم أن يؤمن بالقدر خيره و شره، فالله عز و جل جلاه عدل في قضائه و قدره، حكيم في تصرفه و تدبيره.
ومن خلال إطلاعنا على كتاب " قطف الجنى الدانى" تبين لنا أن ***الإيمان بالقدر له أربع مراتب :
أولا : علم الله الأولي في كل ما هو كائن. وقد دل على ذلك قوله تعالى" لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما "
ثانيا : كل ما هو كائن في اللوح المحفوظ. قال تعالى " وكل شيء أحصيناه في إمام مبين"
ثالثا : مشيئة الله و إرادته. قال تعالى " إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون"
رابعا : إيجاد كل ما هو كائن و خلقه بمشيئة الله. قال تعالى " و الله خلقكم و ما تعملون"
فكل شيء بقضاء الله و قدرته و إرادته و علمه، قدر الله سبحانه الأسباب و مسبباتها و أمر بتعاطي الأسباب مع الاعتماد على الله و الثقة فيه سبحانه دونها، و لم يأمر بتركها و إهمالها تواكلا و تقاعسا، و إنما ربط بين الأسباب و مسبباتها و جعلها نتائج عادية لها.
و الإيمان بالقدر يدفع صاحبه إلى السعي و العمل، لأن المقدر غير معلوم و لا يمكن حصوله إلا عن طريق العمل كما أنه يخفف من حزن المؤمن إذا أنزلت النوائب و يدلل له المصاعب فيأخذ العدة من حيث أمره الله باتخاذها، و إن كان المؤمن يعتقد أن الأجل محدود، و الرزق مكفول، و الأمور بيد الله يصرفها كيف يشاء، فإن كان يربي فيه روح الشجاعة و الإقدام و الكرم فيسوقه ذلك إلى الدفاع عن أمته، و الإنفاق في وجوه الخير مما أعطاه الله
قال الشيخ الأحساني :
و بـالقضــاء و بالأقــدار أجمـعها إيــــماننا واجـــب شــــرعا كـما ذكرا فكل شـيء قضــــاه الله فــــي أزل  طـــرا وفي لوحــه المحفوظ قــد سطـرا و كل ما كـان من هم و من فــرج و من ضــــلال و من شـكــران من شكرا فــــإن مـــن قضــــاء الله قــــدره  فـــــلا تكـــن أنـــت ممن يــنكر القدرا
و خلاصة القول أن الإيمان بهذه الأركان الستة هو الذي أمر به الله تعالى و حث عليه و جعله شرطا في صحة غيره من العبادات و أوعد المنكرين و الجاحدين لأنهم ضلوا طريق الهدى المفضي إلى الجنة إن شاء الله قال تعالى "  آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدً "

علاقة الإيمان بالإسلام : قبل الحديث عن علاقة الإيمان بالإسلام، نعرف الإسلام أولاً " الإسلام لغة الإنقياد و الخضوع " و اصطلاحا عرفه الرسول صلى الله عليه و سلم في حديث جبريل، حيث قال صلى الله عليه و سلم لما سئل عن الإسلام، " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله، و تقيم الصلاة و تؤتي الزكاة و تصوم رمضان و تحج البيت إن استطعت إليه سبيلا "
قال تعالى " فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين " ، فالإيمان و الإسلام متحدان و لو اختلفا بحسب المفهوم إذ مفهوم الإيمان تصديق بالقلب، و الإسلام عمل بالجوارح، فالإيمان لا ينفك عن الإسلام حكما و لا نعني بوحدتهما سوى هذا و من أتبت بالتغاير فقد يقال له ما حكم من آمن و لم يسلم أو أسلم و لم يؤمن فإن أتبت لأحدهما حكما ليس بثابت للأخر فقد ظهر بطلان قوله.
قال تعالى " قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا و لكن قولوا أسلمنا " فإن قيل بأن هذه الآية صريحة بتحقيق الإسلام بدون الإيمان، فهذا غير صحيح، لأن المراد أنهم انقادوا في الظاهر، أي الإيمان المبوب عليه عند المكنف، كابن عيينة و التوري و جريح و مجاهد و مالك بن أنس، و غيرهم من سلف الأمة و خلفها من المتكلمين و المحدثين، قول باللسان هو النطق بالشهادتين و فعل – لأبي ذر عن الكشميهني – و عمل بدل فعل، و هو أعم من عمل القلب و الجوارح لتدخل الاعتقادات و العبادات، و هذا القول موافق لقول السلف اعتقاد بالقلب و نطق باللسان و عمل بالأركان.
فإن أصدق الحديث عن الإيمان هو ما كان منسوبا إلى الإسلام قال القسطلاني في قوله تعالى " إن الدين عند الله الإسلام " بأن الله تعالى  فسر الإسلام بالإيمان ... و قد استدل المؤلف بهذه الآية على أن الإسلام الحقيقي هو الدين، و على أن الإسلام و الإيمان مترادفان و هو قول جماعة من المحدثين و جمهور المعتزلة و المتكلمين، و استدلوا أيضا بقوله تعالى " فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما و جدنا فيها غير بيت من المسلمين " فاستثنى المسلمين من المؤمنين و الأصل في الاستثناء كون المستثنى من جنس المستثنى منه فيكون الإسلام هو الإيمان، و فسرها ابن كثير في قوله تعالى " فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين "  و هم لوط و أهل بيته إلا امرأته و قوله تعالى " فما وجدنا فيها غريب بيت من المسلمين ". احتج بهذه من ذهب إلى رأي المعتزلة ممن لا يفرق بين مسمى الإيمان و الإسلام لأنه أطلق عليهم المؤمنون و المسلمين، و هذا الاستدلال ضعيف لأن هؤلاء كانوا قوما مؤمنين و عندنا أن كل مؤمن مسلم و لا ينعكس فاتفق الاسمان ههنا الخصوصية الحال و لا يلزم ذلك في كل حال.
وورد في قوله تعالى " قل لم تؤمنوا و لكن قولوا أسلمنا "   فلو كانا شيئا واحدا لزم إثبات شيء ونفيه في حالة واحدة وهو محال، وأجيب بأن الإسلام المعتبر في الشرع لا يوجد بدون إيمان، وهو في الآية بمعنى انقياد الظاهر من غير انقياد الباطن ثم استدل المؤلف أيضا على مذهبه بقوله تعالى " ومن يبتغ غير الإسلام " ... لأن الإيمان هو الدين و الدين هو الإسلام، لقوله تعالى " إن الدين عند الله الإسلام "   فينتج أن " الإيمان هو الإسلام " و أنه هو " قلب الإسلام و لبه "

و هذا الأخير أعم من الإيمان " كالرسالة و النبوة، فالنبوة داخلة في الرسالة و الرسالة أعم من جهة نفسها و أخص من جهة أهلها فكل رسول نبي و لا ينعكس "
عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : " الإسلام علانية و الإيمان في القلب " فجاء حديث جبريل عليه السلام ليؤيد هذا الحديث و قد قال فيه النبي صلى الله عليه و سلم : " هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " فجعل الدين هو الإسلام و الإيمان و الإحسان " كما أن للحديث اسم آخر هو مراتب الدين، فديننا مراتب : إسلام، إيمان ثم إحسان لا يمكن للإنسان أن يكون مؤمنا إن لم يكن مسلما ( فهما مثلا زمن يكمل بعضهما البعض )، فلا شك أن الإيمان تارة يذكر مطلقًا... عن الإسلام،... و تارة يقرن بالإسلام "
فهو التصديق بالقلب، ثم قالوا الإسلام و الإيمان شيء واحد. فيكون الإسلام هو التصديق و هذا لم يقله أحد من أهل اللغة و إنما هو الانقياد و الطاعة.
ذهب جمع من المفسرين أن الإسلام و الإيمان من بين الألفاظ التي إذا جمع بينهما في الذكر فرق بينهما في المعنى، و إذا تم ذكر أحدهما شمل المعنيين معا، في حديث مراتب الدين الذي جمع بين الإسلام و الإيمان، لما سؤل النبي صلى الله عليه و سلم عن الإيمان فسره بما يناسب معناه اللغوي أي الأمور الباطنية حيث قال : " أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره و شره "
و لما سؤل عن الإسلام فسره بما يناسب معناه اللغوي، أي الأمور الظاهرة بقوله : " أن تشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و تقيم الصلاة و توتي الزكاة و تصوم رمضان و تحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " ( فإذا ذكر الإسلام غير المقترن بالإيمان كان معناه شاملا للأمور الظاهرة و الباطنة، و كذا إذا أفرد الإيمان عن الإسلام فإنه يشمل الأمور الظاهرة و الباطنة و هذا من جنس لفظ : " الفقير و المسكين "، و " البر و التقوى")
و نفس الشيء ذهب إليه شارح العقيدة الطحاوية حيث قال : الإيمان لمن لا إسلام له، و لا إسلام لمن لا لإيمان له إذ لا يخلوا المؤمن من إسلام به يتحقق إيمانه، و لا يخلوا المسلم من إيمان به يصح إسلامه.
و نظائر ذلك في كلام الله و رسوله، و في كلام الناس كثيرة، أعني في الإفراد و الاقتران، منهما لفظ الكفر و النفاق، فالكفر إذا ذكر مفردا في وعيد الآخرة دخل فيه المنافقون لقوله تعالى " و من يكفر بالإيمان فقد حبط عمله و هو في الآخرة من الخاسرين " ، و نظائره كثيرة و إذا قورن بينهما كان الكافر من أظهر كفره، و المنافق من آمن بلسانه و لم يؤمن بقلبه و كذلك لفظ البر و التقوى...
و خلاصة هذا القول أن لفظ الإيمان و الإسلام إما أن يذكر في الكلام مجتمعين أو منفردين، فإن اجتمعا في الكلام انصرف الإيمان إلى الاعتقاد القلبي أو ما بطن من عمل و أصرف الإسلام إلى أعمال الطاعات و اجتناب المنهيات أي ما ظهر من عمل و إذا انفرد أحدهما بالذكر شمل معنى آخر و حكم
عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : " الإسلام علانية و الإيمان في القلب " فجاء حديث جبريل عليه السلام ليؤيد هذا الحديث و قد قال فيه النبي صلى الله عليه و سلم : " هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " فجعل الدين هو الإسلام و الإيمان و الإحسان " كما أن للحديث اسم آخر هو مراتب الدين، فديننا مراتب : إسلام، إيمان ثم إحسان لا يمكن للإنسان أن يكون مؤمنا إن لم يكن مسلما ( فهما مثلا زمن يكمل بعضهما البعض )، فلا شك أن الإيمان تارة يذكر مطلقًا... عن الإسلام،... و تارة يقرن بالإسلام "
فهو التصديق بالقلب، ثم قالوا الإسلام و الإيمان شيء واحد. فيكون الإسلام هو التصديق و هذا لم يقله أحد من أهل اللغة و إنما هو الانقياد و الطاعة.
ذهب جمع من المفسرين أن الإسلام و الإيمان من بين الألفاظ التي إذا جمع بينهما في الذكر فرق بينهما في المعنى، و إذا تم ذكر أحدهما شمل المعنيين معا، في حديث مراتب الدين الذي جمع بين الإسلام و الإيمان، لما سؤل النبي صلى الله عليه و سلم عن الإيمان فسره بما يناسب معناه اللغوي أي الأمور الباطنية حيث قال : " أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره و شره "
و لما سؤل عن الإسلام فسره بما يناسب معناه اللغوي، أي الأمور الظاهرة بقوله : " أن تشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و تقيم الصلاة و توتي الزكاة و تصوم رمضان و تحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " ( فإذا ذكر الإسلام غير المقترن بالإيمان كان معناه شاملا للأمور الظاهرة و الباطنة، و كذا إذا أفرد الإيمان عن الإسلام فإنه يشمل الأمور الظاهرة و الباطنة و هذا من جنس لفظ : " الفقير و المسكين "، و " البر و التقوى")
و نفس الشيء ذهب إليه شارح العقيدة الطحاوية حيث قال : الإيمان لمن لا إسلام له، و لا إسلام لمن لا لإيمان له إذ لا يخلوا المؤمن من إسلام به يتحقق إيمانه، و لا يخلوا المسلم من إيمان به يصح إسلامه.
و نظائر ذلك في كلام الله و رسوله، و في كلام الناس كثيرة، أعني في الإفراد و الاقتران، منهما لفظ الكفر و النفاق، فالكفر إذا ذكر مفردا في وعيد الآخرة دخل فيه المنافقون لقوله تعالى " و من يكفر بالإيمان فقد حبط عمله و هو في الآخرة من الخاسرين " ، و نظائره كثيرة و إذا قورن بينهما كان الكافر من أظهر كفره، و المنافق من آمن بلسانه و لم يؤمن بقلبه و كذلك لفظ البر و التقوى...
و خلاصة هذا القول أن لفظ الإيمان و الإسلام إما أن يذكر في الكلام مجتمعين أو منفردين، فإن اجتمعا في الكلام انصرف الإيمان إلى الاعتقاد القلبي أو ما بطن من عمل و أصرف الإسلام إلى أعمال الطاعات و اجتناب المنهيات أي ما ظهر من عمل و إذا انفرد أحدهما بالذكر شمل معنى آخر و حكم



الأقسام

Translate