تابعنا ليصلك كل جديد حياكم الله

مواضيع اجتماعية

مواضيع المجتمعات

التكافل الاجتماعي :


مفهوم التكافل الاجتماعي لغة و اصطلاحا :




التكافل صيغة مأخوذة من كفل تدل على المشاركة بين الجانبين المتكافلين المتضامنين فيقال كفل يكفل كفولا.
  الكفل لغة بالتحريك و قيل الطعن يكون للإنسان و الدابة ، الكفل لغة الخضوع النصيب و قيل الضعف لقوله تعالى في سورة الحديد  :"يا أيها الدين آمنوا اتقوا الله و آمنوا برسله يؤتكم كملين من رحمته" كما  يعني الشاهد و الرقيب لقوله تعالى سورة النحل :" و قد جعلتم الله عليكم كفيلا".
   كما أن الإسلام حض على العمل و السعي وراء الرزق و فضله على الانقطاع للعبادة و جعل من واجب المجتمع أن يوجد العمل ،و أن يحمي و يعين من يعجز عنه.
   فالقرآن الكريم عني بالتكافل ليكون نظاما لتربية روح الفرد و ضميره و شخصيته و سلوكه الاجتماعي، و ليكون نظاما لتكوين الأسرة و تنظيمها و تكافلها نظاما للعلاقات الاجتماعية، بما في دالك العلاقات الاقتصادية و التي تسود للمجتمع الإسلامي و من هنا فان مدلولات البر و الإحسان و الصدقة تتضاءل أمام هدا المدلول الشامل للتكافل. 
    و يتبين لنا من خلال ما سبق أن نضام التكافل الإسلامي في مغزاه ان يشعر كل فرد في المجتمع و أن عليه واجبات لهدا المجتمع يجب عليه أن يقوم بها و يؤديها على أكمل وجه و إن قصر في أدائها فقد يؤدي دالك إلى تفكك المجتمع و انهيارها. 

التكافل الاجتماعي في الاصطلاح :

نزلت آيات عديدة تبرز تماسك المجتمع الإسلام مع بعضه من خلال المنهج الإلهي و قد دكرت منها قوله عز و جل شأنه :"ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر و الملائكة و الكتاب و النبيين و أتى المال على حبه دوي القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل و السائلين و في الرقابة أقام الصلاة و أتى الزكاة و الموفون بعهدهم ادا عاهدوا و الصابرين في البأساء الضراء و حين الباس أولئك الدين صدقوا و أولئك هم المتقون.سورة البقرة".

  كل دالك يؤكد أن الإسلام جاء لتحقيق  التكافل العام بين جميع أفراد الامة و أبناء المجتمع ليعيش المجتمع تحت رعاية الإسلام في أمن و رخاء و التعاون و العيش الكريم.

     يعد البشر أبناء طينة واحدة، مصدرهم واحد، ومآلهم واحد، منه يصدرون، وإليه يرجعون، أبناء أب واحد وأم واحدة، قال  « الناس كلهم بنو آدم وآدم من تراب » رواه الترمذي بسند حسن، هكذا أقر الإسلام الرابطة الإنسانية بين أبناء البشر في قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ» [الحجرات: 13].

ومن أكبر مظاهر التعارف بين الناس إشاعة خلق الكرم والجود بين الناس، حتى قال بعض الفلاسفة قديما “الوجود ينفعل بالجود”، أما الإسلام فقد بين أن طريق محبة الله يسلكه العبد عبر بوابة الإحسان إلى الخلق، ولذلك قال الرسول : «أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة، أو يقضي عنه دينا، أو يطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد ( يعني : مسجد المدينة ) شهرا … ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام… ] . السلسلة الصحيحة ( حسن ).

وقد حقق المسلمون قديما نظاما للتكافل الاجتماعي شمل جميع الناس مسلمهم وكافرهم، فقد خصص عمر بن الخطاب رضي الله عنه معاشا من بيت مال المسلمين ليهودي مسن كان يسأل الناس من شدة فقره، فرأى عمر بثاقب فقهه أن الدولة كانت تأخذ منه الجزية في أيام قوته ورخائه، ولذلك يلزمها أن تخصص له معاشا في حال شيخوخته وضعفه.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الأقسام

Translate